سكاي نيوز
"لا
تسقطوا الغصن الأخضر من يدي.." كانت تلكم من أشهر العبارات المأثورة عن
الراحل "الختيار" والتي خاطب بها المجتمع الدولي في 13 نوفمبر من عام 1974
تمكن خلالها من كسب التعاطف مع القضية الفلسطينية في المشهد الدولي وتسخير
الرأي العام العالمي والعربي لقضية لخصت مسيرة حياته.
وتتزامن تلك الكلمات وذلك الخطاب مع الذكرى الحادية عشرة لرحيل للرئيس الفلسطيني محمد القدوة أو ياسر عرفات، والذي يعتبر أحد رموز
حركات الكفاح الوطني.
ولخص الخطاب الشهير برمزيته مسيرة حياة الكفاح والسلم تارة بـ"بندقية
الثائر" من النضال المسلح دفاعا عن قضية كان مؤمنا بها، وتارة أخرى بـ"غصن
الزيتون" ومد يده للسلام من أجل شعب سعى للاعتراف بدولته، حيث لاقت كلماته
الشهيرة التي ألقاها آنذاك تصفيقا شديدا من الساسة وقادة الدول.
كما حذر عرفات المجتمع الدولي من تداعيات القضية الفلسطينية على السلم
والأمن الإقليمي والدولي، حين قال "الحرب تندلع من فلسطين، والسلم يبدأ من
فلسطين."
فبعد مسيرة كفاح امتدت لعقود، أطلق عرفات في 15 تشرين الثاني من عام 1988
أولى مبادرات السلام الفلسطينية بتبني القرار 242 لمجلس الأمن الدولي
تدشينا للمسار السياسي لحل لقضية الفلسطينية، ولتتكلل بعد ذلك بأعوام في
اتفاقية أوسلو بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني في سبتمبر (أيلول) من
عام 1993.
إلا أن الختيار ورغم مد يده للسلام، رفض أن يقدم أي تنازلات في الملفات الرئيسية في مفاوضات السلام ومن بينها قضية اللاجئين والقدس.
ومنذ عام 2001، فرضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي حصارا في مقر إقامته في
المقاطعة في مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة، وقامت بقصف تدمير
أجزاء كبيرة منه وأصدرت قرارا بإبعاده في عام 2003 حتى وافته المنية في عام
2004.
وتبقى لعرفات في حياته رواية للنضال والكفاح، وفي وفاته لغز وحكاية، فقد
كشفت لجنة التحقيق الفلسطينية بوفاة عرفات أمس أنها توصلت إلى هوية الشخص
الذي نفذ عملية الاغتيال، محملة إسرائيل المسؤولية عن الحادثة.